فصل: ثالثهم أبو عمرو:

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: الإقناع في القراءات السبع



.ثالثهم أبو عمرو:

وهو أبو عمرو بن العلاء بن عمار بن العريان بن عبد الله بن الحصين بن الحارث بن جلهم بن خزاعي بن مازن بن مالك بن عمرو بن تميم.
واسم العريان بن عبد الله ابن الحصين عمرو، والعريان لقب، قاله أبو عبيدة.
واختلف في اسم أبي عمرو، فقيل: زبان، وقيل: العريان، وقيل: يحيى، وقيل: عيينة، وقيل: سفيان، وقيل: محمد، وقيل: جبر، وقيل: فايد، وقيل: حميد، وقيل: جنيد، وقيل: حماد، وقيل: عثمان، وقيل: محبوب، وقيل: جزء، وقيل: ربان -بالراء مهملة، والباء منقوطة بواحدة- وقيل: عمار، وقيل: اسمه كنيته.
قال الجاحظ: أبو عمرو وأبو سفيان ابنا العلاء أسماؤهما كناهما، وروينا مثل ذلك عن الأصمعي وعن عبد الوهاب بن عطاء الخفاف.
وكان أبو عمرو أعلم الناس بالغريب والعربية والقرآن والشعر، وبأيام العرب وأيام الناس، وتتبع حروف القرآن تتبعا استحق بها الإمامة، وشهد له بها أئمة وقته، كأبي بسطام شعبة بن الحجاج.
وأبو عمرو من الطبقة الثالثة بعد الصحابة، حكي عنه أنه قال: كنت رأسا والحسن حي.
قال الأصمعي: مات سنة أربع وخمسين ومائة، وقال خليفة: سنة سبع وخمسين ومائة، وقيل غير ذلك، ولم يختلف أنه مات بالكوفة، قيل: وله ست وثمانون سنة.

.راوياه:

1- الدوري:
وهو أبو عمر حفص بن عمر بن عبد العزيز بن صهبان الأزدي النحوي، ونسب إلى الدور، موضع ببغداد.
توفي، فيما أخبرني أبو الحسن بن كرز عن ابن عبد الوهاب، وأبو علي الصدفي عن ابن سوار عن أبي بكر النهاوندي، كلاهما عن الأهوازي، قال: سمعت أبا الحسن الغضائري يقول: سمعت أبا علي الصواف يقول: مات أبو عمر الدوري سنة ست وأربعين ومائتين.
2- والسوسي: وهو أبو شعيب صالح بن زياد بن عبد الله بن إسماعيل بن إبراهيم بن الجارود الرستبي السوسي.
توفي سنة إحدى وستين ومائتين.
ذكره عبد الله بن محمد بن أبي دليم.
أخذ القراءة عن اليزيدي عنه.
وهو أبو محمد يحيى بن المبارك بن المغيرة العدوي، والمغيرة كان مولى لامرأة من بني عدي، وقيل لأبي محمد: اليزيدي، من أجل تأديبه ولد يزيد بن منصور بن عبد الله بن يزيد الحميري، خال المهدي.
وتوفي بالبصرة، ودفن بها سنة اثنتين ومائتين في أيام المأمون، وقد قارب المائة، وقيل: توفي بخراسان.

.الإسناد:

أما رواية أبي عمر: فقرأت بها القرآن كله على أبي -رضي الله عنه- وأخبرني أنه قرأ بها على أبي داود وأبي الحسن.
وقرأت بها على عياش، وأخبرني أنه قرأ بها على المغامي، وقرءوا على أبي عمرو عثمان بن سعيد، وقرأ على فارس بن أحمد.
وقرأت بها على شريح، وأخبرني أنه قرأ بها على أبيه، وأخبره أنه قرأ على أبي العباس بن نفيس، وقرأ فارس وابن نفيس على أبي أحمد السامري، وقرأ أبو أحمد على ابن مجاهد.
وقرأت بها القرآن جميعه على أبي القاسم شيخنا -نضر الله وجهه- وأخبرني أنه قرأ بها على أبي القاسم بن عبد الوهاب، وأخبره أنه قرأ بها على أبي علي الأهوازي بدمشق، وأخبره أنه قرأ بها على أبي الحسن علي بن الحسين الغضائري الأهوازي بالأهواز، وعلى أبي القاسم جعفر بن محمد بن الفضل بالبصرة، وعلى أبي الفرج المعافى بن زكريا بن طرارة القاضي ببغداد، وعلى أبي الفرج محمد بن أحمد الشنبوذي ببغداد، وأخبروه أنهم قرءوا على ابن مجاهد، قال ابن طرارة: ولم أختم عليه.
وقرأت بها القرآن على عبد الله بن أحمد الإمام، وأخبرني أنه قرأ بها على أبي عبد الله محمد بن أحمد المقرئ، وأخبره أنه قرأ بها على أبي محمد مكي بن أبي طالب، وأخبره أنه قرأ بها على أبي الطيب، وأخبره أنه قرأ بها على أبي القاسم نصر بن يوسف المجاهدي المقرئ، وأخبره أنه قرأ على ابن مجاهد، وقرأ ابن مجاهد على أبي الزعراء عبد الرحمن بن عبدوس الهمداني الدقاق، وقرأ أبو الزعراء على أبي عمر، على اليزيدي، على أبي عمرو.
وأما رواية أبي شعيب: فقرأت بها القرآن كله على أبي -رضي الله عنه- وأخبرني أنه قرأ بها على أبي داود وأبي الحسن.
وقرأت بها على عياش، وأخبرني أنه قرأ بها على المغامي، وقرءوا على أبي عمرو، وقرأ على فارس.
وقرأت بها القرآن كله على شريح بن محمد، وأخبرني أنه قرأ بها على أبيه، وأخبره أنه قرأ على ابن نفيس، وقرأ فارس وابن نفيس على أبي أحمد، وقال: قرأت على أبي عمران النحوي.
وقرأت به القرآن كله على شيخنا أبي القاسم -رحمة الله عليه- وأخبرني أنه قرأ بها القرآن كله على أبي القاسم بن عبد الوهاب بالأندلس، ثم قرأ الحروف على أبي معشر الطبري بمكة.
أما ابن عبد الوهاب فأخبره أنه قرأ بها القرآن على أبي علي الأهوازي، وأخبره أنه قرأ القرآن جميعه ببغداد على أبي الفضل محمد بن جعفر بن عبد الكريم الخزاعي.
وأما أبو معشر فأخبره عن الحسين بن علي الجرجاني وأبي الحسن علي بن الحسين الطريثيثي، كلاهما عن أبي الفضل الخزاعي قال: قرأت على الحسين بن محمد بن حمدان بن حبش الدينوري بالدينور قال: قرأت على أبي عمران موسى بن جرير النحوي.
قال لي أبو القاسم شيخنا: وقرأت بها القرآن على ابن عبد الوهاب بالأندلس، وعلى أبي محمد عبد المجيد بن عبد القوي المقرئ المليحي بمصر، وأخبراني أنهما قرآ بها على أبي علي الحسن بن محمد البغدادي، قال: قرأت بها ببغداد على أبي بكر محمد بن المظفر بن علي بن حرب الدينوري، قال: قرأت على ابن حبش، على أبي عمران الضرير.
وقرأت بها القرآن كله على أبي محمد عبد الله بن أحمد الإمام، وأخبرني أنه قرأ بها على أبي عبد الله محمد بن أحمد المقرئ، وأخبره أنه قرأ على أبي محمد مكي، وأخبره أنه قرأ على أبي الطيب، وأخبره أنه قرأ بها على أبي بكر أحمد بن الحسين النحوي المقرئ بحلب، وعلى أبي الحسن نظيف بن عبد الله الكسروي، وأخبراه أنهما قرآ على أبي عمران موسى بن جرير المقرئ الضرير.
وأخبرني أبو القاسم شيخنا عن أبي معشر وابن عبد الوهاب أنهما قرآ القرآن على الشريف أبي القاسم الزيدي، على أبي النقاش، على أبي الحارث محمد بن أحمد الرقي.
وقرأ أبو عمران وأبو الحارث على أبي شعيب، وقرأ أبو شعيب القرآن كله على اليزيدي، وقرأ اليزيدي القرآن كله على أبي عمرو.
وحدثني بالحروف الباقية الفقيه أبو محمد بن عتاب قراءة عليه وأنا أسمع، حدثنا مكي، حدثنا أبو الطيب، أخبرنا أبو أحمد جعفر بن سليمان المشحلائي بحلب، حدثنا أبو شعيب، حدثنا اليزيدي عن أبي عمرو.

.اتصال قراءته:

عرض أبو عمرو، وسمع الحروف، وسأل عنها جماعة من أهل الحجاز والبصرة.
فمن أهل مكة: أبو الحجاج مجاهد بن جبر، وأبو عبد الله سعيد بن جبير، وأبو خالد عكرمة بن خالد القرشي، وأخوه أبو وابصة الحارث بن خالد الشاعر أمير مكة، وأبو محمد عطاء بن أبي رباح، وأبو معبد عبد الله بن كثير، وأبو عبد الله محمد بن محيصن، وأبو صفوان حميد بن قيس الأعرج.
ومن أهل المدينة: أبو جعفر يزيد بن القعقاع، وأبو روح يزيد بن رومان، وأبو ميمونة شيبة بن نصاح.
ومن أهل البصرة: أبو سعيد الحسن بن أبي الحسن، وأبو سعيد، وقيل: أبو سليمان، يحيى بن يعمر الوابشي، وغيرهما.
وقد تقدم اتصال قراءة المكيين والمدنيين؛ لأن عطاء وعكرمة وأخاه وسعيدا قرءوا على ابن عباس وابن محيصن، وحميد على مجاهد، وأما الحسن فعن حطان بن عبد الله الرقاشي، عن أبي موسى الأشعري، عن النبي -صلى الله عليه وسلم.
وأما يحيى بن يعمر فعن أبي الأسود الدؤلي، عن علي، عن النبي -صلى الله عليه وسلم.

.ورابعهم ابن عامر:

وهو عبد الله بن عامر اليحصبي، قاضي دمشق في أيام الوليد بن عبد الملك، وإمام مسجد دمشق، ورئيس أهل المسجد.
يكنى أبا عمران، كذا كناه مسلم، وقيل: كنيته أبو نعيم، وقيل: أبو عليم، وقيل: أبو عثمان، وقيل: أبو موسى، وقيل: أبو عبد الله.
ويحصب من حمير، وهو يحصب -بالصاد غير المعجمة، وتكسر وتضم- بن دهمان بن مالك بن سعد بن عدي بن مالك بن زيد بن شدد بن زرعة، وهو حمير الأصغر بن سبأ الأصغر بن كعب كهف الظلم بن سهل بن زيد الجمهور -زنة "السموءل"- بن عمرو بن قيس بن معاوية بن جشم العطني بن جميع العرب بن عبد شمس بن وائل بن الغوث بن جيدان -بالجيم- بن قطن بن عريب بن زهير بن أيمن بن الهميسع بن حمير، هكذا صحة نسب يحصب.
وعبد الله بن عامر من التابعين، سمع أبا الدرداء، وفضالة بن عبيد، وواثلة بن الأسقع، ومعاوية بن أبي سفيان، وغيرهم.
وكان رجلا طوالا، طويل اللحية، خفيف العارضين، يخمع بإحدى رجليه، ذكره بعضهم.
وليس في السبعة القراء من العرب إلا ابن عامر وأبو عمرو، وسائرهم موالٍ.
وتوفي بدمشق سنة ثماني عشرة ومائة في أيام هشام بن عبد الملك.

.راوياه:

1- ابن ذكوان:
وهو عبد الله بن أحمد بن بشير بن ذكوان القرشي الفهري الدمشقي، ويكنى أبا عمرو.
ولد يوم عاشوراء سنة ثلاث وسبعين ومائة، ومات بدمشق صبيحة الاثنين لسبع خلون من شوال سنة اثنتين وأربعين ومائتين، عاش سبعا وستين سنة.
ووقع لأبي محمد مكي "بشر" مكان "بشير" وهو وهم.
2- وهشام: وهو هشام بن عمار بن نصير بن أبان بن ميسرة السلمي الدمشقي القاضي الخطيب، يكنى أبا الوليد.
ولد سنة ثلاث وخمسين ومائة، وتوفي بدمشق سنة خمس وأربعين ومائتين وله اثنتان وتسعون سنة، وقيل: إنه توفي في سنة ست وأربعين ومائتين وله تسع وثمانون سنة.

.الإسناد:

أما رواية ابن ذكوان: فقرأت بها القرآن كله على أبي -رضي الله عنه- وأخبرني أنه قرأ بها على أبي داود وأبي الحسن.
وقرأت بها القرآن على عياش بن خلف، وأخبرني أنه قرأ بها على محمد بن عيسى، وقرءوا ثلاثتهم على عثمان بن سعيد، وقرأ على أبي القاسم عبد العزيز بن جعفر النحوي، وقرأ على أبي بكر النقاش.
وقرأت بها القرآن من أوله إلى آخره على شيخنا أبي القاسم -رحمه الله.
وأخبرني أنه قرأ بها على أبي القاسم عبد الوهاب بن محمد المقرئ، وأخبره أنه قرأ بها على الشريف أبي القاسم الزيدي، وأخبره أنه قرأ على النقاش.
وقرأت بها على أبي القاسم أيضا، وأخبرني أنه قرأ على ابن عبد الوهاب، وأخبره أنه قرأ على الأهوازي، وأخبره أنه قرأ على أبي الحسن علي بن الحسن بن علي الثغري بالبصرة، وعلى أبي الفرج الشنبوذي ببغداد، وعلى أبي بكر محمد بن أحمد السلمي بدمشق.
وأخبروه أنهم قرءوا على أبي الحسن محمد بن النضر بن مر بن الحر بن الأخرم.
وقرأ أيضا عبد الوهاب على أبي عبد الله الكارزيني، وأخبره أنه قرأ على أبي بكر الشذائي وأخبره أنه قرأ على ابن الأخرم.
وقرأت بها القرآن كله على أبي محمد عبد الله بن أحمد الهمذاني، وأخبرني أنه قرأ بها على أبي عبد الله محمد بن أحمد الفقيه المقرئ، وأخبره أنه قرأ بها على أبي محمد مكي، وأخبره أنه قرأ بها على أبي الطيب سنة ثمان وسبعين وثلاثمائة، وأخبره أنه قرأ بها على أبي سهل صالح بن إدريس، وأخبره أنه قرأ على ابن الأخرم.
وقرأت بها القرآن كله على شريح بن محمد بن شريح، وأخبرني أنه قرأ بها على أبيه، وأخبره أنه قرأ بها على أبي العباس بن نفيس، وأخبره أنه قرأ على أبي أحمد، وأخبره أنه قرأ على أبي الحسن محمد بن أحمد بن شنبوذ.
وقرأ النقاش وابن الأخرم وابن شنبوذ على أبي عبد الله هارون بن موسى الأخفش، وقرأ على ابن ذكوان، قيل: الحروف، وقيل: تلاوة.
وأما رواية هشام: فقرأت بها القرآن كله على أبي -رضي الله عنه- وأخبرني أنه قرأ بها على أبي داود وأبي الحسن.
وقرأت بها القرآن على عياش، وأخبرني أنه قرأ بها على المغامي، وقرءوا على عثمان بن سعيد، وقرأ على فارس بن أحمد.
وقرأت بها القرآن كله على أبي الحسن بن شريح، وأخبرني أنه قرأ بها على أبيه، وأخبره أنه قرأ على ابن نفيس، وقرأ ابن نفيس وفارس على أبي أحمد عبد الله بن الحسين، وقال: قرأت على محمد بن أحمد بن عبدان، قال أبو أحمد: وقال لي ابن عبدان: قرأت على أبي الحسن أحمد بن يزيد الحلواني، قال: قرأت على هشام بن عمار.
حدثنا أبو القاسم، حدثنا أبو معشر، حدثنا الحسين بن علي، حدثنا أبو الفضل الخزاعي، قال: قلت لأبي أحمد: إن أحمد بن يزيد الحلواني قديم الموت، وأظن أن بين ابن عبدان وبينه رجلا، فقال: كان لابن عبدان فوق المائة سنة، والله أعلم بصواب ذلك.
قال أبو جعفر: لا أعلم أحدا نقل عن ابن عبدان غير عبد الله بن الحسين، وهو ثقة إن كان ضبط.
وقرأت بها القرآن جميعه على أبي القاسم شيخنا رحمه الله، وأخبرني أنه قرأ بها القرآن على أبي القاسم بن عبد الوهاب بالأندلس، والحروف على أبي معشر الطبري بمكة، وأخبراه جميعا أنهما قرآ بها القرآن على أبي عبد الله محمد بن الحسين الكارزيني بمكة، وأخبرهما أنه قرأ على أبي بكر أحمد بن نصر الشذائي بالبصرة.
قال لي أبو القاسم -رحمه الله: وأخبرني أبو القاسم بن عبد الوهاب قال: قرأت بها على أبي علي الأهوازي بدمشق، وأخبرني أنه قرأ بها على أبي العباس أحمد بن محمد بن عبيد الله بن إسماعيل العجلي التستري.
وقرأ الشذائي والتستري بها على أبي العباس أحمد بن محمد بن عبد الصمد بن يزيد الرازي المقرئ بالأهواز، وأخبرهما أنه قرأ على أبي العباس الفضل بن شاذان الرازي، وأخبره أنه قرأ على أبي الحسن الحلواني.
وقرأت بها القرآن على أبي محمد عبد الله بن أحمد الهمذاني، وأخبرني أنه قرأ بها على أبي عبد الله محمد بن أحمد بن سعيد المعافري المقرئ، وأخبره أنه قرأ بها على أبي محمد مكي بن أبي طالب، وأخبره أنه قرأ بها على أبي الطيب سنة ثمان وسبعين وثلاثمائة، وأخبره أنه قرأ بها ختمتين على أبي الحسن أحمد بن محمد بن بلال البغدادي، وكان قيما بها، وأخبره أنه قرأ بها على أبي الحسين أحمد بن جعفر بن محمد بن عبيد الله بن صبيح، المعروف بابن المنادي، وأخبره أنه قرأ بها على أبي علي الحسن بن العباس الرازي الجمَّال، وأخبره أنه قرأ على أبي الحسن الحلواني على هشام.
قال أبو جعفر: وهذا الإسناد، وطريق الفضل بن شاذان أجلّ عند أهل النقل من طريق ابن عبدان.
وقرأت بها القرآن على أبي القاسم شيخنا، وأخبرني أنه قرأ على ابن عبد الوهاب، وأخبره أنه قرأ على الأهوازي، وأخبره أنه قرأ على أبي الحسين أحمد بن عبد الله بن الحسين الجبني، وأخبره أنه قرأ على أبي الحسين بن المنادي على الجمال، على الحلواني، على هشام.
وقرأ ابن ذكوان وهشام على أبي سليمان أيوب بن تميم التميمي.
وقرأ أيضا هشام على أبي الضحاك عراك بن خالد بن يزيد بن صالح بن صبيح بن جشم المري، وأبي العباس الوليد بن مسلم القرشي، وسويد بن عبد العزيز، وعمرو بن عبد الواحد السلمي.
وقرأ أيوب وهؤلاء على أبي عمر يحيى بن الحارث الذماري -بفتح الذال- منسوب إلى ذمار، "كحذام" تابعي لقي واثلة بن الأسقع، وقرأ يحيى على عبد الله بن عامر.

.اتصال قراءته:

قال ابن ذكوان وهشام: قال أيوب بن تميم: قال يحيى بن الحارث الذماري: قال ابن عامر: قرأت على رجل قرأ على عثمان بن عفان -رضي الله عنهما- وقرأ عثمان على النبي -صلى الله عليه وسلم- وسمى هشام عن عراك وسويد هذا الرجل فقال عنهما: إنه المغيرة بن أبي شهاب المخزومي، ويقال: كنيته أبو هاشم، وقرأ المغيرة على عثمان، قال هشام: وحدثنا أبو العباس الوليد بن مسلم عن يحيى بن الحارث عن ابن عامر أنه قرأ على عثمان ليس بينه وبينه أحد، قال هشام: وحديث عراك عندنا أصح.
قال أبو جعفر: والوليد بن مسلم ثبت، وقد روى هشام عن مدرك بن أبي سعيد الفزاري، عن يحيى بن الحارث، عن ابن عامر أنه سمع عثمان يقول: {إِلَّا مَنِ اغْتَرَفَ غُرْفَةً بِيَدِهِ} [البقرة: 249] برفع الغين، على أنه قد روى غير هشام عن الوليد بن مسلم عن يحيى أن ابن عامر قرأ على المغيرة، والمغيرة قرأ على عثمان، والصحيح عن الوليد أن ابن عامر قرأ على عثمان نفسه.
وقال محمد بن شعيب بن شابور عن يحيى بن الحارث عن ابن عامر: أنه قرأ على أبي الدرداء صاحب النبي -صلى الله عليه وسلم- واسمه عويمر بن عامر الأنصاري، وأخذ أبو الدرداء عن النبي -صلى الله عليه وسلم.

.خامسهم عاصم:

وهو عاصم بن أبي النجود، الضرير الكوفي، ويقال: ابن بهدلة، وقيل: أبو النجود هو بهدلة، وقيل: اسم أبي النجود عبد، وبهدلة اسم أمه، وهو مولى بني جذيمة بن مالك بن نصر بن قعين بن أسد، ويكنى أبا بكر وهو من التابعين.
سمع الحارث بن حسان وافد بني بكر، وأبا رمثة رفاعة بن يثربي التميمي.
روى عنه القراءة والحديث خلق كثير، وتصدر للإقراء عند موت أبي عبد الرحمن السلمي سنة ثلاث وسبعين إلى أن توفي بالكوفة، وقيل: بطريق الشام سنة سبع، وقيل: سنة ثمانٍ، وقيل: سنة تسع وعشرين ومائة، في أيام مروان بن محمد الجعدي، آخر خلفاء بني أمية.

.راوياه:

1- أبو بكر:
وهو أبو بكر بن عياش بن سالم الحناط الكوفي الأسدي الكاهلي، مولى لهم.
وكاهل بن أسد بن خزيمة، وقال ابن قتيبة: هو مولى واصل بن حيان الأحدب، وقيل: إنه مولى لبني نهشل بن حازم بن مالك بن حنظلة، واختلف في اسمه فقيل: شعبة، وقيل: سالم، وقيل: عنترة، وقيل: محمد، وقيل: أحمد، وقيل: حماد، وقيل: مطرف، وقيل: عبد الله، وقيل: رؤبة، وقيل: عتيق، وقيل: حسين، وقيل: اسمه كنيته.
توفي بالكوفة في جمادى الأولى سنة ثلاث وتسعين ومائة في خلافة الأمين، وفي هذا الشهر مات هارون الرشيد بطوس.
وكان مولد أبي بكر سنة أربع وتسعين، فعاش تسعا وتسعين سنة.
وقيل: توفي سنة أربع وتسعين ومائة.
وحفص: وهو أبو عمر حفص بن أبي داود سليمان بن المغيرة الأسدي الغاضري مولاهم، الكوفي، وكان يلقب بحُفَيْص، وهو ثقة في القراءة، ثبت في نقلها عن عاصم، وإن كان ضعيفا في الحديث، قال الأهوازي: توفي سنة سبعين ومائة وله ثلاث وسبعون سنة.

.الإسناد:

أما رواية أبي بكر: فقرأت بها القرآن كله على أبي -رضي الله عنه- وأخبرني أنه قرأ بها على أبي داود وأبي الحسن.
وقرأت بها على عياش، وأخبرني أنه قرأ على المغامي، وقرءوا على عثمان بن سعيد، وقرأ على فارس بن أحمد.
وقرأت بها القرآن كله على أبي الحسن بن شريح، وأخبرني أنه قرأ بها على أبيه، وأخبره أنه قرأ بها على أبي العباس بن نفيس.
وقرأ فارس وابن نفيس على أبي أحمد، وقرأ أبو أحمد على أحمد بن يوسف القافلاني، وقرأ على أبي أيوب شعيب بن أيوب الصريفيني الواسطي.
وقرأت بها القرآن كله على أبي القاسم شيخنا -رحمه الله- وأخبرني أنه قرأ بها القرآن كله على أبي القاسم بن عبد الوهاب الأندلسي.
ثم قرأ بها القرآن كله على أبي معشر الطبري بمكة، وأخبراه أنهما قرآ بها على أبي القاسم علي بن محمد بن علي الزيدي، وأخبرهما أنه قرأ على أبي بكر النقاش، قال: حدثني يوسف بن يعقوب الواسطي والحسن بن دلويه المالحاني ومحمد بن الحسن بن حماد البلقي قالوا: حدثنا شعيب بن أيوب الصريفيني قال النقاش: والذي أعتمد عليه في رواية شعيب، يوسف بن يعقوب.
قال لي أبو القاسم: وقرأت بها على عبد الوهاب، وأخبرني أنه قرأ بها على أبي علي الأهوازي، وأخبره أنه قرأ بها على أبي الفرج محمد بن أحمد الشنبوذي، وأخبره أنه قرأ بها على أبي عبد الله إبراهيم بن محمد بن عرفة نفطويه عن شعيب، وقرأ شعيب القرآن على أبي زكريا يحيى بن آدم، وسمع منه الحروف، حدثه بها عن أبي بكر بن عياش.
وقرأت بها القرآن كله على أبي القاسم فضل الله بن محمد بن وهب الله الأنصاري المقرئ، وأخبرني أنه قرأ بها على أبي محمد عبد الرحمن بن محمد بن شعيب ابن بنت أبي العباس الباغائي، وأخبره أنه قرأ بها على أبي محمد مكي، وأخبره أنه قرأ بها على أبي الطيب، وأخبره أنه قرأ بها على أبي سهل، وأخبره أنه قرأ بها على ابن مجاهد، قال: حدثنا بها أبو إسحاق إبراهيم بن أحمد بن عمر الوكيعي عن أبيه عن يحيى بن آدم عن أبي بكر، وقرأ أبو بكر على عاصم.
وأما رواية حفص: فقرأت بها القرآن كله على أبي-رضي الله عنه- وأخبرني أنه قرأ بها على أبي داود وأبي الحسن.
وقرأت بها على عياش، وأخبرني أنه قرأ بها على المغامي، وقرءوا بها على أبي عمرو، وقرأ على أبي الحسن طاهر بن غلبون، وقرأ على أبي الحسن علي بن محمد الهاشمي الحفصي المقرئ بالبصرة.
وقرأت بها القرآن جميعه على أبي القاسم شيخنا -رحمه الله- وأخبرني أنه قرأ بها القرآن من أوله إلى آخره على أبي معشر الطبري، وعلى ابن عبد الوهاب، وأخبراه أنهما قرآ بها على أبي عبد الله الكارزيني، وأخبرهما أنه قرأ بها على أبي الحسن الهاشمي الحفصي بالبصرة، وعلى أبي العباس الحسن بن سعيد المطوعي بفارس، وعلى أبي عمرو عثمان بن أحمد بن سمعان البغدادي الرزاز.
وأخبرني أيضا شيخنا -رحمه الله- عن أبي معشر وابن عبد الوهاب أنهما قرآ بها على الشريف أبي القاسم الزيدي، وأخبرهما أنه قرأ بها على أبي بكر النقاش.
وقرأت بها القرآن كله على أبي الحسن بن شريح، وأخبرني أنه قرأ بها على أبيه، وأخبره أنه قرأ بها على أبي العباس بن نفيس.
وقرأت بها القرآن كله على فضل الله بن محمد، وأخبرني أنه قرأ بها على أبي محمد بن شعيب، وأخبره أنه قرأ بها على أبي القاسم الخزرجي.
وقرأ ابن نفيس والخزرجي على أبي أحمد السامري.
وقرأ النقاش والهاشمي والمطوعي والرزاز والسامري على أبي العباس أحمد بن سهل بن الفيروزان الأشناني، وقرأ الأشناني على أبي محمد عبيد بن الصباح، وقرأ على حفص، وقرأ على عاصم.
وقرأت على فضل الله، وأخبرني أنه قرأ على ابن شعيب، وأخبره أنه قرأ على أبي محمد مكي سنة أربع وعشرين وأربعمائة، وأخبره أنه قرأ على أبي الطيب، وأخبره أنه قرأ على أبي الحسن نظيف بن عبد الله الحلبي، وأخبره أنه قرأ على أبي القاسم عبد الصمد بن محمد العينوني بحلب سنة تسعين ومائتين، وأخبره أنه قرأ على عمرو بن الصباح، وأخبره أنه قرأ على حفص على عاصم.
حدثنا أبو داود، حدثنا أبو عمرو قال: سمعت فارس بن أحمد يقول: لم يكمل الختمة نظيف على عبد الصمد، وقد سمع منه كتاب عمرو بن الصباح الذي فيه حروف عاصم عن عمرو عن حفص.
وقرأت القرآن جميعه على أبي القاسم شيخنا -رحمه الله- وقال لي: قرأت بها على أبي معشر وابن عبد الوهاب، وقالا: قرأنا على الزيدي، وقال: قرأت على النقاش، وقال: قرات على أبي القاسم عبد الصمد بن محمد بن أبي عمران العينوني ببيت المقدس، وقرأ على عمرو على حفص على عاصم.
قال أبو جعفر: ورواية عبيد وعمرو متقاربتان، وأبو الطيب قرأ برواية عبيد على أبي سهل، على ابن ذؤابة، على الأشناني، على عبيد، فطريقه في رواية عمرو أعلى وأرفع؛ لأن عمرا أعلى وأقدم موتا من عبيد، وهما أخوان فيما يقال.
وأخبرنا أبو علي الصدفي عن أبي طاهر بن سوار المقرئ عن أبي الفتح بين شِيطا أنهما ليسا بأخوين، والله أعلم.
ولي طرق جياد عالية في رواية عمرو، وليس هذا موضع ذكرها؛ لأن كتابي هذا ليس بكتاب طرق، وسأضع -إن شاء الله عز وجل- كتابا يشمل الطرق التي قرأت بها تلاوة ومبلغها ثلاثمائة طريق، إن شاء الله عز وجل.

.اتصال قراءته:

قال أبو بكر وحفص وغيرهما عنه: إنه قرأ على أبي عبد الرحمن عبد الله بن حبيب السلمي، وقرأ أبو عبد الرحمن على علي بن أبي طالب -رضي الله عنه- ومنه تعلم القرآن، ثم قرأ بعد ذلك على عثمان بن عفان وأبي بن كعب وعبد الله بن مسعود وزيد بن ثابت -رضي الله عنهم- وقرءوا على النبي -صلى الله عليه وسلم.
وقرأ عاصم أيضا على أبي مريم زر بن حبيش الأسدي، وقرأ زر على ابن مسعود، ثم قرأ بعد ذلك على عثمان بن عفان، وقيل عنه: إنه قرأ أيضا على أبي وزيد، وقرءوا على النبي -صلى الله عليه وسلم.